ستار دخاني صادر من طائرة عام 1923.
كان هذا الفيديو اختبارا أجرته البحرية الأمريكية وقواتها الجوية، وقد استخدم هذا الدخان لحجب موقع الوحدات العسكرية البحرية في ساحة المعركة أو لمهاجمة الأعداء.
ومع بداية القرن العشرين، كانت هناك أنواع مختلفة من الغازات التي تنفثها الطائرات، والتي يمكن أن تكون سامة أو غير سامة.
كان هذا الدخان في الفيديو شديد الخطورة، ويتكون من ثاني أكسيد التيتانيوم وحمض الهيدروكلوريك في شكل رذاذ، استنشاقه يسبب نزيف في الرئتين والتعرض له يؤدي إلى العمى وحروق جلدية.
لحماية أنفسهم، كان على جميع العسكريين ارتداء أقنعة وملابس خاصة.
بعد استخدامه لأول مرة من قبل الألمان في الحرب العالمية الأولى عام 1915، تم شن حملة لحظر استخدامه في الصراعات العسكرية.
وشهدت هذه الحرب أول استخدام على نطاق واسع للأسلحة الكيميائية الحديثة في ساحات المعركة مع استخدام القوات الألمانية 168 طنا من غاز الكلور في معركة إيبر.
وفي عام 1925 أي بعد مرور عامين تقريبا على هذا الفيديو، حدد بروتوكول جنيف حظر استعمال الغازات الخانقة والسامة أو ما شابهها والوسائل الجرثومية في الحرب.
ومع ذلك، فتح القانون ثغرة لتطوير الأسلحة النووية والبيولوجية، والتي تثير المخاوف حتى يومنا هذا.
اليوم، أصبح استخدام الستار الدخاني في مجال الطيران العسكري من دروب الماضي، حيث يمكن لمعظم الرادارات وأجهزة الاستشعار اختراقه ورصد العدو بسهولة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصواريخ بعيدة المدى تجعل التنكر في ساحة المعركة أمرا مستحيلا.
كان هذا الفيديو من آخر الفيديوهات التي سجلت الستار الدخاني السام، لكن لم تتم إزالته من الترسانة العالمية، وقد استخدمته القوات الفرنسية والإسبانية ضد المقاومين المغاربة الشجعان في جبال الريف عام 1926.
وفي كتاب مذكراتها بعنوان "شهادة شباب" كتبت الممرضة البريطانية "فيرا بريتن" عن تأثير هذا النوع من الغازات السامة بالقول "تقرحات كبيرة بلون الخردل، مصابون بالعمى وعالقون معا يتنفّسون بصعوبة، أصواتهم بالكاد تسمع، يشعرون أن حناجرهم تغلق ويدركون أنهم سيختنقون".